تحديات موسم الذروة في قطاع السفر: رؤية تحليلية لتجربة العملاء

هل تحضر علامتكم التجارية في أذهان المسافرون حينما يبدأون بالتخطيط لرحلاتهم خلال مواسم الذروة، أم أنكم غائبون عن قائمة خياراتهم الأساسية؟

تكشف مواسم السفر المزدحمة عن مواطن الضعف في تجربة العملاء التي قد تظل متوارية في الأوقات العادية. فخلال فترات الإقبال الشديد، يعيش المسافرون حالة من التوتر المتزايد وتقل قدرتهم على تحمل أدنى خلل في الخدمات المقدمة. وما كان يُعد عارضًا بسيطًا في الأوقات العادية، تتضخم تداعياته وتتعاظم آثاره خلال المواسم المزدحمة.

خدماتكم كما يراها المسافرون في مواسم الذروة

يتوقّع العملاء منكم سهولةً وعنايةً في تلبية احتياجاتهم الخاصة خلال مواسم الذروة. وحين تخفقون في الوفاء بهذه التوقعات، يلاحظون ذلك ويحفظونه في ذاكرتهم، وتنخفض احتمالية رجوعهم إليكم في المستقبل. والأسوأ من ذلك هو أنهم يصبحون معارضين نشطين لكم ويوجهون عملاءكم المحتملين بعيدًا عن علامتكم التجارية.

استجابةً لهذه الظاهرة، أدركت المؤسسات الرائدة ضرورة مواءمة استراتيجيات تجربة العملاء مع احتياجاتهم في كل مرحلة من مراحل الشراء. وتجدر الإشارة إلى أن 72% من المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي يُظهرون ميلًا للعلامات التجارية الموثوقة خلال مواسم الذروة، مما يعكس تفضيلهم للشركات التي تبدي فهمًا عميقًا لاحتياجاتهم وتطلعاتهم.

فرصة استثنائية وسط التحديات

يشكّل موسم السفر، وخاصةً خلال فترات الأعياد، تحديًا فريدًا في إدارة الطاقة الاستيعابية، مما يفرض ضغوطًا تشغيليةً ملحوظةً على مراحل سلسلة القيمة كافةً في قطاع السفر.

وتمثل هذه المواسم فرصة فريدة ومتجددة وقابلة للتوقّع في السوق، لكنها لا تزال غير مستثمرة بالشكل الأمثل في المشهد الاقتصادي العالمي. يتعلق الأمر بقاعدة عملاء ضخمة تتطلع إلى تجارب سفر استثنائية خلال هذه الفترات. فمتى أتيحت لكم فرصة سنوية مضمونة للتواصل مع شريحة واسعة من المسافرين المتحمسين؟ فإنها تعتبر بوابة تحول استثنائية تنتظر من يطرقها، غير أن غالبية المؤسسات لا تزال تنظر إليها بعين قاصرة كمجرد عقبة موسمية.

رصد مشاعر المسافرين وتحليلها خلال مواسم الذروة

سعيًا لفهم التحديات الموسمية التي تواجه قطاع السفر، استخدمنا حلول الرصد المتطور المعزز بالذكاء الاصطناعي من لوسيديا لتحليل مشاعر المسافرين خلال موسم رمضان الماضي. وتمكنّا من تتبّع تحولات المشاعر بدقة عبر مراحل رحلة العميل المختلفة.

أبرز الاستنتاجات:

• مرحلة ما قبل الموسم: تشير نسبة 80% من المشاعر المحايدة إلى أن تفاعل الجمهور ظل محدودًا رغم نشاط شركات السفر في طرح العروض والترويجات. وتمثل هذه المرحلة فرصةً ذهبيةً لصقل الاستراتيجيات ما دامت مشاعر العملاء محايدة، قبل أن يصبحوا مستثمرين عاطفيًا في منتصف الموسم.

• يقظة منتصف الموسم: يشكل انخفاض المشاعر المحايدة بنسبة 30% مؤشرًا واضحًا على تحول العملاء نحو المشاركة الفعّالة مع العلامات التجارية.

• فترة ذروة السفر: حققت العلامات التجارية التي استبقت احتياجات السفر بكفاءة زيادةً بمقدار 4 أضعاف في المشاعر الإيجابية.

• إخفاقات معالجة الخدمة: كشفت المشاعر السلبية بعد انتهاء الموسم التي بلغت 20% عن مشكلات ظلت عالقة خلال ذروة موسم السفر.

تحديات الارتفاع المفاجئ في الطلب

سجلت طلبات تذاكر الطيران خلال مواسم الذروة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 116%، ما يعكس إقبالًا كبيرًا على السفر. وبينما يساهم تدفق المسافرين عبر المطارات في تعزيز إيرادات منظومة السفر، تجد الشركات والمطارات غير المهيأة نفسها أمام تحديات جمة، مثل نقص في الموارد، وحجوزات فائضة، وموظفين منهكين، الأمر الذي يقوض قدرتها على تلبية توقعات مسافريها.

ومن الأخطاء الشائعة بين هذه المؤسسات المتعثرة التقليل من أهمية رحلة المسافر، التي تبدأ قبل حجز التذكرة بوقت طويل. فمراحل الاستكشاف والتخطيط وبناء التوقعات تمثل فرصًا للتأثير على قرارات المسافر، لكن الكثير من العلامات التجارية تتعامل مع مواسم الذروة كفترة عابرة بدلًا من اعتبارها فرصة لبناء علاقات مستدامة.

حلول عملية لتحسين تجربة العملاء في مواسم الذروة

لمواجهة تحديات موسم الذروة، يمكن لمزودي خدمات السفر تطبيق عدة استراتيجيات:

شركات الطيران:

• التنبؤ بموجات الطلب المرتفعة عبر توظيف برمجيات ذكية لتحليل البيانات.

• التفاعل المباشر مع آراء المسافرين من خلال رصد ردود فعلهم على منصات التواصل.

شركات السفر:

• اكتشاف الوجهات الرائجة قبل المنافسين وتصميم باقات جذابة تلبي تطلعات المسافرين.

• تقسيم العملاء إلى شرائح دقيقة وتقديم عروض مخصصة لكل شريحة.

المطارات:

• تنظيم تدفق المسافرين بسلاسة باستخدام النماذج التنبؤية لتحديد مواسم الضغط.

• تعزيز جاهزية الخدمات الأساسية لتواكب الزيادة الموسمية في أعداد المسافرين.

وضوح الرؤية سر النجاح في مواسم السفر المزدحمة

لا تقتصر التحديات التي تعترض شركات السفر في مواسم الذروة على العقبات التشغيلية وحدها، بل تنبع من غياب الرؤية الاستراتيجية الواضحة. فحينما تخفق الشركات في فهم احتياجات عملائها وميولهم، فإنها تُجازِف بتقديم تجارب عابرة وسطحية.

يبدأ التميز الحقيقي بوضوح الرؤية الاستراتيجية الذي يحول التحديات إلى فرص واعدة. فبالنسبة لشركات السفر، يعني ذلك استثمار خرائط رحلة العميل للتنبؤ بارتفاع وتيرة السفر قبل وقوعه، وتقديم تجارب مُصمَّمة بعناية فائقة تعكس فهمًا عميقًا للمسافرين.

نحن في لوسيديا نؤمن بأن وضوح الرؤية والتفكير هو أساس صناعة تجارب استثنائية للعملاء. ومن خلال منصتنا المتطورة لإدارة تجربة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، نُمكِّن شركات السفر والمطارات من تجاوز مرحلة التخمين واتخاذ القرارات المبنية على الحقائق.

هل تطمح أن تكون علامتك التجارية الخيار الأول الذي يتوارد في أذهان المسافرين حين يُخطِّطون لرحلاتهم في مواسم الذروة؟ تعرّف على إمكانات منصة لوسيديا الموحدة في إحداث نقلة نوعية في استراتيجيتك. تصفح باقة حلولنا أو تواصل معنا لمشاهدة عرض توضيحي يكشف لك عن القيمة الجوهرية للرؤية الواضحة في تحسين تجارب المسافرين.